مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/13/2021 02:17:00 م

 كيف أجد القيمة الحقيقية لذاتي ؟

كيف أجد القيمة الحقيقية لذاتي ؟
كيف أجد القيمة الحقيقية لذاتي ؟


"لاخَوفٌ عليهم ولا هُم يحزنون" لخص القرآن الكريم السلام الداخلي بهذه الاية 

اذا كيف موسى عليه السلام وهو من الأنبياء شعر بالخوف ,قال ربي اني أخاف أن يكذبوننا عندما أرسله الله لفرعون

أولاً دعونا نتحدث عن خوف الأنبياء هل هو منطقي؟

بكل تأكيد لأنَّ الأنبياء بشرو هذا من عظمة بشريتهم أنَّهم كانوا يعانون من كل الامور التي نعاني منها، ولكن يتغلبوا عليها في النهاية  وهذا ببداية النبوءة وذلك بعد سنين من التأديب والتهذيب الإلهي لموسى وعندما تحاصروا بالبحر لم يقل أني أخاف بل قال "كلا إنَّ معي ربي سيهديني"..

وهذه نقطة مهمة جدا لوصول أي شخص بيننا لمرحلة "كلا إنَّ معي ربي سيهديني" هذه المرحلة لا تأتي بين يوم وليلة بل إنَّها تحتاج سنين من الصراع والتهذيب ... 

 ولعله من أروع الكتب التي تتحدث عن فكرة "كيف تعيش في الحاضر" واسمه the power of now ومعناه قوة الآن.. 

 وإن كان لابد من أن تفكر بالمستقبل فتحول تفكير الخوف الى تفكير أمل، وهذا الفرق بين المتشائم والمتفائل وإن قمنا بمقارنة بين المتفائل والمتشائم فنجد أنَّ كلاهما لا يعلمان ما الذي سيحدث في مسقبليهما لكن المتفائل قرر أن يحسن الظن بالله ويتأمل خير..

وببداية الطريق للسلام الداخلي للإنسان فلا بد أن يقوم ببعض التغييرات، تغييرات فكرية تغييرلاعتقادات قديمة..

على في سبيل المثال..في أحد المرات كان الصحابة يسيرون بصحبة النبي عليه الصلاة والسلام فشاهدوا رجل يعمل بيديه بجد واجتهاد فقالوا :"يا رسول الله لو كان في سبيل الله" لكن كان لهم اعتقاد بأنَّ الجهاد هو المعنى الوحيد لكلمات "في سبيل الله".

فغير رسول الله مفهوم  في سبيل الله فقال:

  • لو كان يسعى على ولده فهو في سبيل الله..
  • ولو كان يسعى لشيخين كبيرين او لوالديه فهو في سبيل الله..
  • ولو كان يسعى لكي يعفَّ نفسه من الحرام والسَّرقة ... فهو في سبيل الله..

تغيير جذري لمفهوم في سبيل الله بأنَّ ذلك السَّباك او الحدَّاد او النَّجار الذي يعمل من أجل ان يعفَّ نفسه وأهله ويأتي برزق في نهاية يومه لاهل ابيته هذه الساعات هي في سبيل الله تماما كالجندي الذي يقوم بالجهاد داخل المعركة ولعله من اعمق الاسئلة التي ممكن للمرء ان يسألها لنفسه كي يكتشف نقاط ضعفه وعقده النفسية "من أين تجد قيمتك" ........

طبيعي جداً كل الناس لديهم فطرة البحث عن أهمية وقيمة أنفسهم، وهنا يكمن اختلاف الناس لأنَّه باختلاف مصدر هذه القيمة يكمن الجواب، فبعض الناس تجد قيمتها في شكلها وجسدها، والاخر يجد قيمته في السيارة التي يقتنيها أو في حجم منزله الذي يقطن فيه ورصيد حسابه البنكي أما البعض الآخر يجد قيمته في ثناء ومحبة الاخرين له أو بعدد متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي من العدد الذي احصاه من إعجابات الآخرين بكلامه المكتوب،  أما المركز الوظيفي فهو مصدر للقيمة لبعض الناس الاخرين.

كل إنسان يمتلك مصادر تجعله يشعر بسببها أنَّه يمتلك قيمة وحالما يكتشف مصدر قيمته يعلم مشاكله وكيف يعالج نفسه ويجعل من ذاته مهما .

لأنَّه من أولى مراحل العلاج والتطوير النفسي:

معرفة متطلبات الذات ومصادر الإلهام ونقطة مهمة جداً هي تعويد النفس على عدم التعلق لأن مبدأ اللا تعلق يقول أنَّه من أهم أسباب السلام النفسي:

  1. ان الانسان يقلل من تعلقه بلاشياء والناس.
  2. تقبل فكرة الرفض او التغيير

وبما أن الإنسان طبيعي أن يحتاج لأن يجعل لنفسه قيمة فالعلاج أنَّه يحول هذه الحاجة من قيمة متعلقة بلاشياء المحيطة والناس إلى قيمة متعلقة بلقوة الإلهية الدائمة، فبدلاً من أن تجد قيمتك برصيدك البنكي المجمد حول هذا التجميد الى مساعدة للفقراء  واسعى للغنى ولكن بهدف أن ذلك المال سيوفر لك الفرصة بالاكثار من الخير والاحسان.

واجعل لك هدف تحسين الجسد الذي استأمنك الله عليه بدلا من أن تجد قيمتك في الشكل حول هذه القيمة الفانية الى هدف بتطبيق مبدأ:

" ولجسدك عليك حق" فيصبح اهتمامك بجسدك هدفا ذو قيمة وأهمية وبدلا من ان تجد قيمتك بعدد متابعيك على السوشل ميديا حول هذا الهوس الى مسعى تذكر في الملئ الاعلى بقوله تعالى :"فاذكروني أذكركم" . الملائكة تجوب الارض وتبحث عن الذاكرين والذاكرات ل لله عزَّ وجل،  فالإنسان يبحث عن متابعة الملائكة بدلاً من متابعة البشر .

وهكذا فإن لكل شخص من بيينا فرصة لمعرفة بماذا يتعلق واين يجد قيمته ويقوم بتحويل هذه المصادر إلى مصادر متعلقة ومرتبطة بالله العزيز .


بقلم أمل الخضر 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.